هندوسي يقول: لماذا هؤلاء يصلون وأنا لا أصلي؟
هذا المهتدي يتميز عن غيره من المهتدين بإجادة التحدث بالعربية (العامية بين الجاليات المختلفة)، وإلمامه بمبادئ العقيدة الإسلامية، فمنذ أن وصل الكويت، وشاهد المسلمون يصلون، والمؤذن يردد الله أكبر؛ كان لما سمعه وشاهده ردة فعل في نفسه، فلابد أن يَعرفَ ذلك.
مع المهتدي عبد الله يحدثنا عن إسلامه يقول:
قبل حضوري الكويت لم أكن أعرف شيئاً عن الإسلام، حيث إنني كنت أتعبد بالهندوسية فقط، فمنذ أن خُلقت وجدت آبائي وأجدادي من آلاف السنين وهم يتعبدون الهندوسية، غير أني كنت أعرف أن هناك أديان كثيرة ومتعددة ومنها الدين الإسلامي.
* بدايةً هل لنا أن تحدثنا معرفتك بالإسلام من أين بدأت؟
لما حضرتُ إلى الكويت عملت بديوانية أحد الأسر الكويتية الكريمة، وعندما كان يؤذن المؤذن ينصرف من في الديوانية إلى المسجد للصلاة، كُنت أسأل نفسي: لماذا هؤلاء يصلون وأنا لا أصلي؟، لابد أن هناك شيئاً ما، ثم بعد شهر من العمل سألت أحد المشايخ: أريد أن أعرف لماذا تصلي ولمن تصلي؟ وأريد أن أعرف لماذا خُلقت أنا وأنت؟ وما هي الحكمة من خلق هذا الكون؟، أريد أن أعرف كل هذا، أرجوك أعطني كتاباً عن ذلك، فرح الشيخ بما قلته له، وأُعجبْ بكلامي، وشجعني على تفكيري، ثم أحضر لي الأشرطة والكتب، ونظراً لأنني في الصباح كنت لا أعمل؛ فكنت أقضى وقتي في قراءة هذه الكتب، وسماع الأشرطة التي تتحدث عن الإسلام.
وبعد أسبوع واحد فقط بعد قراءتي المتواصلة طلبت منه أن يدلني كيف أدخل الإسلام؟، فرفض ذلك لسرعة تجاوبي، وقال لي: تمهل وفكر جيداً فيما تقول لأن أمك وأبيك - فيما بعد - قد يؤثرون عليك، ويردونك مرة أخرى بعد إسلامك.
قلت له: لقد اقتنعت بما أقول، وأريد إشهار إسلامي، وذهب معي، وأشهرت إسلامي والحمد لله رب العالمين.
* عندما أسلمت كيف وجدت الإسلام؟
أولاً: وحدانية العقيدة لها أثر كبير في قوة الإيمان بالله - سبحانه وتعالى -، والثبات على دينه.
ثانياً: القرآن به رحمة وهدى وشفاء، والحمد لله رب العالمين الآن أحفظ 16 سورة من القرآن، وما أجمل شمولية الدين الإسلامي، والإيمان بالملائكة والرسل، والكتب والقضاء والقدر خيره وشره كل هذه إيجابيات عظيمة.
* ما هي نصيحتك لغير المسلمين؟ ماذا تحب أن تقول لهم؟
أنا لي العديد من الأصدقاء، مسيحيون وغيرهم، يسألونني لماذا دخلت الإسلام؟، قلت: لو إنكم تعرفون ما في الإسلام من خير للعبد ما سألتموني هذا السؤال.
أتدرون أن كل هذه المخلوقات التي تعبدونها من دون الله هي من صنع الله الخالق رب الناس، ورب المسلمين والمسيحيين، ورب كل دين.
أتدرون أن كل ما تعبدون من دون الله أصنام في النار، وأقول لكم: أني أبرأ من كل دين يخالف الإسلام.
* ما هو موقف أسرتك من إسلامك؟
لقد أسلمتُ ولمدة خمسة أشهر لم يعرف أهلي في الهند، إلا أنني أخبرتُ أمي وأبي بذلك، ولقد غضبوا مني كثيراً لدرجة البكاء، لأنني أسلمت وتركت دين الآباء والأجداد والعائلة، فانقطعت مراسلتهم ليَّ لمدة سنة، ثم بعد ذلك جاءتني رسالة من أمي تقول: "إن كانت هذه رغبتك فلك ما تريد، ولكنني أريد أن أراك"، وفي كل مرة وكل رسالة أقول لهم: "أن الإسلام هو دين الحق، وأن ما تعبدون من دونه هو باطل"، وسأنتظر ما هو ردهم على رسائلي حين أسافر إليهم، فهل يؤمنون أم لا حين أدعوهم إلى الإسلام.
كانت هذه قصة إسلام ناريرا، والذي اختار لنفسه بعد الإسلام اسم "عبد الله".
هذا هو عبد الله الذي أبهرني عندما رأى شمس الدين الإسلامي تشرق عند مجيئه للكويت، فاستنار بنورها الذي ملأ قلبه، وأزاح الظلام عن صدره، وخرج من بين دروب المعتقدات الباطلة لعبادة الله الواحد القهار.