ابكاني...وليتني لم احضر مع والدي

(قصة مقيم يمني)
في يوم من الايام وانا ووالدي بالمسجد جاءنا شاب وقال لوالدي اانت فلان ابن فلان
رد والدي نعم انا هو
فقال الشاب.. ابي يحتضر للموت وارسلني في طلبك
فقال والدي ابن من انت
فقال الشاب.. انا ابن فلان ابن فلان
فقام والدي في عجل لم ارى والدي في حياتي قد قام كمثلها ... واخذني معه
فذهبنا حتى وصلنا بيت المقيم
دخلنا عليه... فاذا برجل كبير بالسن كعمر والدي 70 سنه ممد على فراش الموت سلم عليه والدي ونظر الى والدي وكانت عينه تدمع
فقال لوالدي لم ارك منذ 37سنه ولكني اتابع اخبارك واحمد الله ان رايتك..
فقال والدي وانا ايضا.... احمد الله والزم الشهاده لا تفارقها من فمك وانشاء الله الى جنة الفردوس وربي يهون عليك سكرات الموت ...انت طيب يافلان عشت حياتك ولم تسب احد...لم تغلط على احد...لم تسرق احد ..لا اظن احدا سيطالب بشي بعد مماتك ذكرك طيب من منبتك انت عشت عزيز في نفسك
فكان الرجل يبكي بكاءا شديدا وينظر الى والدي ممسك بيده بشده
في تلك اللحظه كنت جالسا على ركبتي وانظر اليه وعيني تدمع...من ما اعرف من هول سكرات الموت
فنظر الي الرجل وقال.. اهذا ولدك
فرد والدي نعم هذا الولد 6 من 17 اخ له
فقال لوالدي ...
اتظن ابكي من الموت.... او هول سكرات الموت....او حبي للحياه... او ان اقابل ربي مخزي بشئ قد فعلته ولم افعل شي يخزيني عنده احمده واشكره على كرمه علي
فقال والدي ..... فما يبكيك
فلتفت الى ولده وقال احضر اخوانك واخواتك جميعا هنا
فقلت انا ساخرج.....فرد الرجل اجلس ياولدي لاعليك
فدخلوا كلهم كانو 4 اولاد 6 بنات محجبات وكانوا يبكون على قرب رحيل والدهم
كان اكبر اولاده ب26 سنه واصغرهم ب13 سنه
اما بناته فاكبرهم ب25 سنه واصغرهم ب8 سنوات
فرد المقيم... يافلان....مايبكيني غير هؤلاء ... سارحل عن الدنيا وهؤلاء لايعرفون موطنا غير هذا الوطن وهم كلهم مواليد هذا الوطن
سارحل عن الدنيا ... ولن اعرف كيف صار مصيرهم... والى اين
فلازالو لا يحملون الجنسيه السعوديه
ساموت وفي قلبي حسره ساحملها الى قبري وتلازمني الى ان تقوم الساعه
فاومأ برسه وقال...
هكذا....... (لم ارتاح لافي حياتي ولا في مماتي)
عندها دمعت دمعة من عين والدي حسست انها احرقة خده
فقال المقيم .... يافلان انت وصيي باولادي اودعت الله قبل ان اودعك اياهم... كن لهم ابا .. ويكون ابناءك.... كن لهم عونا... ويكون عضدك... انا بالامس صاحبك.... وانا الان اودعك ... وغدا وحيدا في قبري....
اوعدني ان تكون لهم ابا بعدي......
فقال والدي.... والله انهم سيكونوا في عيني كهذا واشار الي,
فلتفت الى اولاده صار يوصيهم بروابط الاخوه والصلاه والصيام والزكاه ونساءهم واخواتهم وامهم
عندها وفي لحظه.... نطق الشهاده ... فقبضت روحه

فقام والدي فغطى على عينه وبكى بكاءا شديدا فوق راسه
.................................................. ....................
التزم والدي بعهوده لذلك الشخص الى الان
وعلمت بعدها انه كان ووالدي يعملان مع بعضهما بالتجار
فقال والدي ......... اتدري ياولدي
فقلت لبيك ياوالدي....
فقال منذ عرفته من خمسين سنه لم يحلف قط
رحمه الله ورحمنا
__________________
آآآآآآآآآآآآآآآآآآآه... يوم أقفيت وأنويت الرحيل
آآآآآآآآآآآآآآآآآآآآه.... فجّرها صدى ردك عليّ

تصدقين....

الرياض بكبرها ضاقت عليّ